الثلاثاء، 22 مارس 2011

أعلنتك قائداً للثورة

أعلنتك قائداً للثورة
سيدي الرئيس
 تحية طيبة،،، وبعد
   لقد كانت فترة حكمك مثمرة بكل ما تعنيه الكلمة، نعم سيد ي الرئيس لقد حققت جزء كبيراً من رؤيتك المستقبلية لوطننا الحبيب سوريا. نحن نعلم أنك جلبت معك من المملكة المتحدة أفكاراً بناءة أردت تطبيقها على أرض سوريا الحبيبة للنهوض بهذا الوطن الجميل ليكون في مقدمة دول المنطقة على الأقل. واليوم يثبت لك الشعب السوري نجاح أفكارك البناءة في هذا الوطن فهم الآن كسروا حاجز الخوف بطريقة حضارية وأثبتوا للعالم أجمع أن التطور الذي وصل له الشعب السوري في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والمالية والتقنية وضعهم في مقدمة شعوب المنطقة. أنظر إليهم سيدي الرئيس كيف يستميتون لإثبات وجهة نظرهم ويحاولون إيصالها بكل الوسائل التقنية الممكنة. الوسائل التي سمحت بتداولها في سوريا بعد حقبة طويلة من التعتيم الفكري والإعلامي والاقتصادي التي رزح الشعب السوري خلالها تحت سلطة الأمن لتوطيد السلطة والحفاظ على السلم داخل حدود الدولة السورية العظيمة. واليوم نتائج التطور التقني والاقتصادي وتحسين الدخل للفرد ظهرت للعلن فبعد أن كان الشعب يبحث عن الثروة داخل وخارج سورية صار بإمكانه البحث داخل سوريا دون النظر للهجرة. وبعد ذلك بدأ ينظر لنفسه وأحواله وما ينقصه فوجد أن بعض حرية التعبير وتعنت سلطات الأمن الخشبية تتضاربان على أرض وطننا الحبيب، لذلك يحاول الشعب الآن أن يعبر عن وجهة نظره بتغيير هذه الحال بأي وسيلة ممكنة.
   سيدي الرئيس، كما أسلفت لك سابقاً نحن لا ننكر ما قدمته لنا (شعباً ودولة) وعليه أتوسل إليك أن تنظر بعين أخرى لهذه الرسالة، وأنا لا أستحي أن أتوسل لأجل أبناء وطننا الحبيب سوريا.
   سيدي الرئيس، لقد أخذ والدك الرئيس الراحل حافظ الأسد قراراً صعباً وأراد أن يثبت صحته خلال 30 عاماً من فترة حكمه للجمهورية العربية السورية ولكن وللأسف اضطر لاستخدام القوة أحياناً، وكانت قوة عنيفة لم يستطع من ذاق طعمها نسيانها، بل أكثر من ذلك أورثها لأبنائه من بعده كي يتابع مسيرة ما يعتبره نضالاً من أجل حرية كان ينعم بها قبل اللجوء للعنف، والمثير في الأمر أن مفتاحها في يدك سيادة الرئيس! وعليه أتوسل إليك أن تستخدم هذا المفتاح.
   سيدي الرئيس، ما المانع أن تقود حركة تصحيحية ثانية؟ ما المانع أن تكون أنت من يقود التغيير الذي يطالب به الكثيرون في سوريا؟ لقد قرأت ما كتب عن بعض ما حصل عام 1970 في سوريا (نظراً لعدم وجود مصادر صحيحة لتفاصيل قيام الحركة التصحيحية) وما فعله والدك الرئيس الراحل حافظ الأسد لكي يستلم زمام الأمور وينهي حالة الفوضى التي كان يعيشها وطننا الحبيب سوريا في تلك الآونة.
   أؤكد لك سيدي الرئيس أن ما ستفعله يجلب الخير، كل الخير والشرف والكرامة والكبرياء لأبناء وطننا الحبيب سوريا، لذلك أستجدي مقامك الرفيع أن تصدر مرسوم العفو الذي ينتظره الآلاف داخل وخارج سوريا على حد سواء، في خطوة سابقة تثبت للجميع أن سوريا ليست تونس ولا مصر ولن تكون أبداً بإذن الله ليبيا أو اليمن. ما هو الأمر الجلل الذي يمنع هؤلاء من العودة؟ أيوجد أفراد من حولك يهابونهم أو يخافون مسائلتهم على قضايا قديمة ارتكبت بحقهم فليأتوا وليحتكموا للقضاء السوري وهو الفيصل بينهم في حدث عظيم سيجله التاريخ بأحروف من ذهب لم يحصل في أكثر الدول تقدماً من قبل. أنت بريء منهم سيدي الرئيس ولن يسائلك أحد عن الأخطاء التي ارتكبت خلال الفترة السابقة لحكمك، على العكس خطوة كهذه تثبت انتصارك في انتخابات رئاسية مقبلة لن تشهد لها المنطقة مثيلاً لرئيس دولة يحتكم لصندوق الاقتراع وينتصر على منافسيه دون سماع أبواق المشككين من الخارج الذي يتربص بنا وبأمننا.
    سيدي الرئيس لننظر للأمر من جهة أخرى، كيف سيكون رد الشعب في حال أقمت الإصلاح السياسي المرتقب بنفسك؟ أنا متأكد أن الشعب في سوريا الحبيبة لن يثق برئيس غيرك لينتخبه في حال حدوث المنشود، فالشعب في سوريا لديه مواقف معينة من أفراد حولك (أكل الدهر عليهم وشرب) ومازالوا حتى يومنا هذا يأخذون من الوطن ولا يعطونه، بل يعطون أولادهم! وأنت يا سيادة الرئيس دائماً في الواجهة تتلقى النقد وتتعرض للإحراج بسبب أفراد يريدون الربح المادي بغض النظر عن الطريقة التي يستخدمونها للوصول إليه.
   سيدي الرئيس، ستة شهداء من أخوتي سقطوا في درعا (حتى لحظة كتابة هذه الرسالة) والمئات من أخوتي وأخواتي اعتقلوا بينهم فتيات في سن الربيع لا يجب معاملتهن بسوء فهن لم يرتكبن حماقة تجعل منهن مجرمات بحق المجتمع والدولة، أما أخوتي فلا يعيب الشاب سجنه أو مسائلته ولكن يستحق منك العفو يا ولي أمرهم وأمرنا.

أختم رسالتي بعبارة توجه إلى كل رجل أصله طيب وكريم.
العفو عند المقدرة من شيم الكرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق