السبت، 31 ديسمبر 2011

إلى أن دقت الساعة

   لقد مرّ العرب بشكل خاص والمسلمون بشكل عام بفترة انحطاط وتقهقر جعلت منهم يفقدون مكانتهم بين الأمم الأخرى، لدرجة أنهم فقدوا معاني ومكاسب الاحترام التي ترفع قدر وشأن الشعوب. لمحة صغيرة؛ تعتمد قيم الاحترام عند الأمم بتقديرها لشعوبها والوقوف إلى جانبها أفرادا وجماعات بالاعتماد على شخصيات لا تتفرد بالسلطة بل تمثل فرق الأمة على أسس الجماعات المترابطة وليس كما حدث خلال فترة تمتد في الحاضر القريب بعد خروج المستعمر الأوروبي حتى نهاية العقد الأول من القرن العشرين. وأحد أهم أسباب الانحطاط الذي سببه ترك القيم الأساسية التي أقيمت عليها الحضارة الإسلامية بشكل عام والعربية بشكل خاص هو ترك ذلك الاحترام لأصغر فرد في هذا المجتمع المتعدد الأعراق الذي سمح لامم أخرى بالتطاول والتحكم وحتى الاحتلال باسم قيم كانت من المفروض أن تكون من أساسيات تكوين الحضارة الإسلامية المعاصرة.
   أما فيما يتعلق بالسبب المباشر لهذا الانحطاط الذي يرجع بشكل واضح لسوء استخدام السلطة  من قبل الأفراد الذين وصلوا إلى السلطة بطريقة شرعية أو غيرها، جعلت من حياة المواطن العربي والمسلم رخيصة لدرجة ان سبل الحياة البسيطة باتت صعبة المنال. ودفعت بالمواطن المسلم للبحث عن هويته بين أمم أخرى دفعت البعض أحيانا إلى الاندماج بهم ونسيان أصولهم وتاريخهم على حساب العيش بكرامة واستقلالية حرة.....
   بينما يصنف القلة القليلة ممن شعروا بالامتعاض لما وصلت له حضارتهم من الانحطاط ودفعت بهم للنفور واقتراح أسباب لذلك الانحطاط تعود لتمسك الحضارة الإسلامية بتاريخ أكل عليه الدهر وشرب، من وجهة نظرهم، بغض النظر عن القيم التي يحاولون فرضها على الأمة الإسلامية عامة والتي تدفعها للانحلال في مجتماعات أخرى تعتبر في نظرهم متحضرة؛ وهذا مستحيل طبعاً لأنهم أغفلوا أهم نقطة في أساس الحضارة الإسلامية وهي أنها تقوم على أساس التاريخ المتجدد.
   بالعودة إلى الفكرة الرئيسية لماذا نفض المسلمون والعرب الغبار عن رؤوسهم وأعادوا النظر في أدوارهم التي تعرضت للسرقة من قبل فئة قليلة حاكمة استأثرت بالمجد ونسبت لنفسها شرف التحدث باسم أمة كاملة لا تعرف عنها سوى عدد أفرادها، وآثرت استخدام كافة السبل الممكنة والتنازل عن الكثير مقابل القليل (المجد الدائم مقابل الانتصار المؤقت). هناك مثل شعبي يقول كثرت استخدام المطرقة قد يزعج المسمار أحياناً، فكيف بمن يدفعك لتصديق الكذب مرغماً ويحثك على الكذب تارة ويمنع عنك سبل العيش ومن ثم يسمح بها كما تفعل الآلهة الإغريقية.
     مرت على الأمة الإسلامية محن كثيرة قامت بعدها بشكل أقوى مما كانت عليه، ففي كل مرة تصل الأمة إلى قمة الازدهار والتطور يدفعها ما يدفعها للنزول للحضيض والسبب من وجهة نظر إسلامية ترك عبادة وشكر مانح القوة والعظمة والعزة ومن وجهة نظر علمانية هو التمسك بالتاريخ الذي يعتبره المسلمون مشرفا بينما يعتبره أعداؤهم فترة من الهمجية والبربرية أطاحت بحضارتهم في بلاد العرب والمسلمين. حيث العلمانيين يتهمون المسلمين بالتأرجح بين التاريخ الذي وسم العرب بالعار والحضارة الغربية التي من أهم شروطها (كما يعتقدون مخطئين) ترك الدين والقيم والمبادئ التي أسست هذه الحضارة.
   قد يضحي الإنسان بما يحب معتقداً أنه لن يستعيده في الانتصار مخطئً، لأن الإيمان بهدف سامٍ والموت في سبيله انتصار بحد ذاته.  


السبت، 23 يوليو 2011

تحية للماغوط

سأخون وطني
سأخون وطناً سادياً سفاح
يضمد جراح القتلة المأجورة ويكوي بالنار من الشهداء كل جراح
سأخون وطناً يضاعف أعداد جنوده كل صباح
ويرمي برصاص وقذائف ليست من تفاح
سأخون وطناً يجاهد سبيل إله جراح
يجرح في إخوته كل امرأة ورجل وطفل صدّاح
سأخون وطناً حزبياً ديمقراطياً جمهورياً يسارياً يمينياً شوفينياً بلشفياً راديكالياً دينياً سلفياً صليبياً علمانياً 
إن لم يفرق بين الصبح والمصباح
سأخون وطناً يعارض كل معارض مقداح 
يجيّر كل الأعراس في وطني إلى أتراح

سأخون وطني إن لم يكن وطني 
سأخون وطني إن لم يكن وطني 
سأخون وطني إن لم يكن وطني

ولتخسأ كل جيوش الردة والتتار والصهانية والمغول وكل جيوش الاجتياح



   

الأحد، 15 مايو 2011

شباب يعشقون الحرية حتى الموت

   يعتقد البعض جازماً أن الحرية تصنع بسواعد الرجال، وهذا صحيح ومثبت من خلال كثير من الشواهد، ولكن السؤال هل يستفيد من هذه الحرية الرجال الذين صنعوها؟ لأن الشواهد تدل على أن هؤلاء الرجال إما سقطوا شهداء أو دفعوا معظم سنوات حياتهم سجناً ليعيشوا الحرية التي يعتقدون أنها الفردوس على الأرض. ما أشار إليه البعض من خلال الثورات التي تأخذ طابعاً سلمياً عنيفأ يتطور إلى تمرد وعصيان وانقلاب يفسره البعض على أنه صراع على السلطة وليس الحرية. بينما الإنسان العادي الذي يخرج من بيته مناصراً لفكرة الحرية يكون في بداية الأمر مسالماً يطلب أقل القليل مما يعتبره حقاً له؟ وما يلبث يكبر هذا القليل ويتطاول ويربو إلى كل الحقوق ولكن هذه المرحلة تحتاج سلاحاً لأن (العدو) الذي منع عنه هذه الحرية وبقية حقوقه معها لن يتنازل عن مصالحه بسهولة.
   عندما خرج أهل تونس مغاضبين على رئيسهم لم يعرفوا أنهم سوف يكسبوا معركة عمرها أكثر من 60 عاماً منذ خروج الاحتلال من تونس. أما المصريون فكان خروجهم بقصد إسقاط النظام منذ الساعات الأولى لبداية الاحتجاجات وأخذت الاحتجاجات تتوسع شيئاً فشيئاً حتى أصبحت حالة عامة بعد أن انضم كل متردد وخائف لينهي حالة الفوبيا التي يعيشها منذ عقود. وعندما حاول الشباب الليبي الانضمام لركب التغيير واجه الشباب العربي أول عقبة في وجهه وهي الرد على الاحتجاج بالرصاص القاتل وهنا تطورت مرحلة الاحتجاج السلمي ووقع الشباب أمام خيارين أحلاهما مر، إما متابعة المسيرة والفائز من يبقى حياً أو العودة إلى المنزل واعتبار ما حصل نزوة عابرة.


    تعود بي الذاكرة إلى فترة اليقظة العربية التي تبعت سقوط الدولة العثمانية ومحاولة الاستعمار الجديد (فرنسا إنكلترا هولندا إيطاليا إلمانية) اقتسام تركة الرجل المريض (الدولة العثمانية) والسيطرة على الإمارات العربية آنذاك ودفعهم ليكونوا مقاطعات ودول مستقلة ذاتية وتابعة ضمنياً لهم. ولكن اندلاع الثورات في عدة دول عربية على خلفية تحريض المثقفين (الجمعية العربية الفتاة) وتنبيه الشعب لمخاطر التبعية لهذه الدول التي بدأت برسم خطط وبناء مدن ومدارس وجامعات تدس علمهم وثقافتهم في الطريق لتمزيق الهوية وجعل هويتهم ودمغتهم العلم الوحيد في متناول تلك الشعوب. عملية التوعية لمخاطر الاستعمار وفضح خططه تلك كانت تتم في تلك الأيام في الظلام والخفاء ويتناقلها الشباب العربي فيما بينهم بشكل سري (كما يحدث الآن ولكن عن طريق الشبكة العنكبوتية) فعندما تصل الأخبار عن قيام المستعمر الفرنسي بمجزرة في الجزائر كانت الأخبار تصل متأخرة إلى سوريا ولكن التلبية كانت تخرج من سوريا لمساندة الجزائر ضد المستعمر إما داخل سوريا وفي الجزائر نفسها. وعندما خرج الجيش المصري لمساندة أهل اليمن في حربهم ضد الانكليز لم يكن عبدالناصر لدفع الأموال للتجنيد بل كان الأمر يوجه إلى الأهالي مباشرة إما من خلال خطباء المساجد أو من خلال زعماء القرى ليتوجه الشباب بالآلاف للتجنيد والذهاب للدفاع عن الحرية في آخر أصقاع الأرض.  اليوم نستعيد تلك الأيام الجميلة التي كان يتغنى فيها الشعراء السوريون بأبطال الجزائر ويتدافع المصريون للدفاع عن السودان ضد الاحتلال الانكليزي ويتجند العراقيون للزحف إلى فلسطين.  اسمحوا لي أن أذكر أن هناك شاعر موريتاني كتب قصائد في فلسطين جعلتني أبكي أياماً وليالي على تخاذلي.


    إذا إردنا أن نقارن بين فترة الثورات التي عاشتها الدول العربية ضد المستعمر الغربي والفترة الحالية ضد المستعمر المحلي، بإمكاننا وضع التوقعات لما سيحصل في الأيام القادمة. على سبيل المثال (ستكون التواريخ مجمعة على خروج آخر جندي محتل من كل بلد عربي وإلغاء الاتفاقيات الاستعمارية): حصلت تونس على الاستقلال بشكل رسمي عام 1956 وكان ذلك بعد الاستقلال الرسمي لمصر عام 1952 أي أن الفترة الفاصلة بين الدولتين كانت 4 سنوات، بينما الفترة الفاصلة بين الثورتين  ضد الاستعمار المحلي كانت 27 يوماً ولكن هذه المرة لصالح تونس. حصلت سوريا على الاستقلال من الاحتلال الفرنسي قبل مصر وتونس ب 6 سنوات (1946) ولكن الاحتجاجات اليوم  ضد المستعمر المحلي قد تطول أكثر من الفترة القصيرة بين مصر وتونس (27 يوم). ولكنني لا أستطيع الجزم إن كان الليبيون واليمنيون سوف يتلقون دعماً عسكرياً من مصر كما حصل في الثورات السابقة ضد المستعمر الغربي لأن المستعمر المحلي بحاجة لأساليب محلية في مناهضته.
  من خلال المتابعة لأخبار الثورات الحالية ترى أن عشاق الحرية من كافة أصقاع العالم يتبادلون النصائح وتقديم المساعدات بأي شكل كانت (النصائح التي يقدمها المصريون والتونسيون وحتى اليمنيون للشبان السوريين في كيفية مواجهة الغازات المسيلة للدموع وأماكن الاحتجاجات وطريقة الهرب والتجمع) لأخوانهم من عاشقي الحرية لدرجة أن البريطانيين شعروا بالغيرة وأرادوا تطوير احتجاجاتهم ضد التقشف إلى اعتصام مثل اعتصام ميدان التحرير واتخذوا شعاراً لهم ( الاحتجاج مثل المصريين) ما دفع ب أكثر من 200000 مواطن بريطاني إلى الشارع في مسيرة غير مسبوقة في 26 من مارس 2011. ولكن نصائح المصريين للبريطانيين كانت على شكل شعارات مثيرة للضحك من المسؤولين البريطانيين.


   للإجابة على التساؤل الذي طرح في بداية المقالة حول الشاب الحر وما هو وجه الفائدة لديه في حال سقط شهيداً دون حرية لم يستطع نيلها في الدنيا؟ إن الشباب الواعي في هذه المرحلة من التطور المعلوماتي عرف أن ما حرك الثورات السابقة في بلاده هو عشق الحرية والتضحية من أجل الحصول عليها أو حصول أهله وأولاده عليها فلا فرق عنده فالموت بالنسبة لطالبه في سبيل تحقيق هدف سامٍ هو الحرية بعينها (الموت ولا المذلة)، بينما ركز معظم الزعماء العرب على تعليم أجيالنا أن التضحية في سبيل الحاكم وليس في سبيل الوطن أو المعتقد أو الحق والذي يتفرع عنه حق التحرر من العبودية.

السبت، 30 أبريل 2011

Appeal for URGENT help

Dear Mr. Galloway,
  Respectively, you proved to all Arab nations, that you are the one who deserve the Arabian Knight title through the continuous support of the Palestine Cause. Eagerly, we were following up to date the steps you made, and planning to do, for more support of Palestine Cause
  Unfortunately, today we are talking about another under siege civilian crisis, but this time it came from an old supporter of your campaign for Palestine Cause (Gaza Siege). Dara`a is a city in the south of Syria, which you know very well, you have already visit not so long ago through your way to end Gaza siege. The inhabitants of this city are now facing the Syrian army soldiers supported by tanks after protests they have started seeking the freedom of speech and opinion in Syria. Above all the main clash started when the Syrian intelligence arrested number of kids from Dara`a for writing few words on walls in a way to express their point of view about the Syrian Regime, whom send them to unknown place which rise the anger of their families and tries to protest in a move to free the kids which ends this protests by tanks and starts a siege against civilians in Dara`a to make sure that no one will think to protest against the Syrian regime again. Protests are not in Dara`a only but the siege starts from Dara`a and know were to after that.
  I am asking thy noble voice and a personal visit if possible to do something for the sake of, at least, women and children of Dara`a. Since thursday April 28th, we have no idea of what is realy happening in Dara`a. Only Facebook is telling us a very few information that the city is shorten in food, water baby food and medicine. 
   Dear Sir, many organisations are ready to support with food and medicine, they only need someone to practice pressure on the Syrian government to pass through the boarders, or let the Syrian citizens themselves from other cities to pass in few medicine to Dara`a (in case the Syrian goverment have no trust with outside support)
  Your roll is to contact your friends in Syria as soon as possible if they try to convince you that there are terrorists in Dara`a ask them why no cameras no press are allowed to go in Dara`a through the armed campaign. Dear Sir, we are talking about more than 500,000 Syrians no one but Allah and the Syrian Regime have a good idea of they are facing and going to face.
   Please, reply to this e-mail soon for I am going to make my mind if to go back to Syria or to meet you in Jordan at Ramtha town.
a press release in glasgow is unforgetable effort in the Syrian citizens calculations.
Best Regards
 


الجمعة، 22 أبريل 2011

أسبوع الإضراب


أسبوع الإضراب/ أسبوع الإضراب/ أسبوع الإضراب/ أسبوع الإضراب/ أسبوع الإضراب/ أسبوع الإضراب/ أسبوع الإضراب/ أسبوع الإضراب/ أسبوع الإضراب/ أسبوع الإضراب/ أسبوع الإضراب/ أسبوع الإضراب/ أسبوع الإضراب ///////////// لا مدارس ولا جامعات حتى يرجع الطلبة المفصولين ////// لا مؤسسات كهرباء عدا الطوارئ لا مؤسسات حكومية ولا قطارات ولا شركات نفطية ولاحتى جمعيات زراعية ولا معمل الفوسفات في حمص ولا معامل الإسمنت في الرستن وطرطوس ولا شركة الميناء في اللاذقية وطرطوس وجبلة //////// كلها يجب أن تجمد النظام يجب أن يخسر أمواله حتى شركات الموبايل يجب مقاطعتها بشكل ممنهج

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

ويستمر التهميش في سوريا على قدم وساق



   منذ عقود مضت، بشكل خاص الفترة التي تسلم خلالها حزب البعث السلطة في سوريا، تتبع سياسة تهميش المعارضة وتحجيمهم وحتى عدم الاعتراف بوجودهم بشتى أنواع الوسائل الإعلامية والرشاوى والاعتقالات وتلفيق التهم الجنائية وصولاً إلى الحملات التسويقية (العلاقات العامة) التي تمارس في السنوات العشر الماضية. في مطلق الأحوال كانت الاستخبارات تتشارك مع وسائل الإعلام في سوريا لإظهار عناصر الأمن على أتهم الضحية دائماً طمس معالم الجرائم التي يرتكبونها بهدف ترهيب من يفكر بالتعرض لهم.  

   للأسف، أضحت هذه السياسة مكشوفة للعلن بعد ثورة التكنولوجيا التي شهدتها سوريا ولم يعد باستطاعة أجهزة الأمن التحكم بالكم الهائل من المعلومات التي يتداولها السوريون بل اعتمدت أجهزة الأمن على وسيلة قديمة جداً ولكنها فعالة حتى يومنا هذا وهي الإشاعة، حيث يقوم عناصر الاستخبارات ومن معهم من (المخبرين) بنشر إشاعات عن أن الدولة تراقب جميع تحركاتك على الشبكة العنكبوتية في سوريا وهذا الأمر مستحيل بامتياز حصل في السعودية عندما وضعت دراسة لإيقاف خدمة هاتف البلاك بري لأن المخدم الرئيسي في كندا رفض السماح للسلطات السعودية بالتنصت عليه أو حتى استخدم قاعدة البيانات الخاصة بالعملاء من السعودية. وهذا الكلام ينطبق على جميع مواقع الانترنت المملوكة لجهات أجنبية فالخصوصية شيء مقدس عندهم وارتفاع نسبة أرباحهم ناتجة عن الاهتمام بهذه الموضوع بالذات دوناً عن غيره.

   كل ذلك الشرح السابق لا يمكن أن يثني سياسة وسائل الإعلام الموجهة (propaganda  ) عن سياسة النظر بعين واحدة إلى الخبر والترويج أيضاً لجهة واحدة دون أخرى وي كأن المستمع لهم مقتنع بمصداقيتهم التي سقطت منذ زمن طويل رغم الجيوش المنقطعة النظير من الإعلاميين وكاميرات التلفزة بالإضافة للأموال التي تصرف في سبيل كل ذلك. حتى أن باتريك سيل الإعلامي البريطاني الشهير على مستوى العالم، روج في يوم من الأيام للنظام السوري وغير وجهة نظر معظم الأوروبيين الذين اعتبروا النظام دكتاتوري بحت، ولكنه رفض الانسياق معهم خلال الاحتجاجات ضد النظام التي تحصل الآن في سوريا مؤخراً.

   على الرغم مما سبق ذكره، فإن سياسة النظر للحدث بعين واحدة تسقط تلقائياً خاصة وأن النظام يستنفذ قواه الإعلامية الخارجية الواحدة تلوى الأخرى، لأن هذه الوسائل ليست مستعدة لخسارة جمهورها ومصداقيتها العالمية، على سبيل المثال، البيان الذي صدر من قبل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حيث أن هذه المؤسسة كانت دائماً وأبداً تقف في منتصف الجسر منعاً لأي تهميش لجهة على حساب أخرى. في هذا السياق يجب أن لا نستثني المؤسسة الدينية في سوريا التي توصف بأنها مأجورة للنظام من سياسة النظر بعين واحدة، خاصة بعد سقوط مصداقية معظم رجال الدين المتحولين إلى إعلاميين وأبواق لا أكثر.

   قد يسامح الشعب السوري الإعلاميين الذين عاشروا النظام منذ بدايته وأثبتوا ولائهم المطلق للبعث لأنهم كانوا جزءاً لا يتجزأ من الثورة البعثية آنذاك، وتابعوا المسيرة دفاعاً عن آرائه وأفكاره مقتنعين بأنهم وصلوا للسلطة لتحقيق هدف سام باعتقادهم، ولكن السؤال المثير للجدل ما الذي يدفع بالإعلاميين الصغار أو الذين وصلوا على ظهور آبائهم وأقاربهم  لتسلم قيادات لا يحلمون بالوصول لها في دول ديمقراطية، لهذا الدفاع المستميت عن الجلاد على حساب الضحية؟

   

السبت، 16 أبريل 2011

شباب يعشقون الحرية حتى الموت

   كلما حاولت الكتابة بعيداً عن يوم الجمعة، يعارضني قلمي ويرسم الكلمات رغماً عني. كان، ومايزال، يوم الجمعة عيدأ عند المسلمين وترتبط به مناسبات دينية وفتوحات إسلامية وحتى انتكاسات. وهو في الأيام العادية يوم يتحضر المسلمون له من أجل لقاء الله عزوجل في المساجد والاستماع إلى الخطبة التي يلقها الإمام ومن ثم يتوجه كلّ إلى مصلحته وتكون المصلحة في يوم الجمعة هي إما زيارة الأهل والأقارب أو الخروج في نزهة مع الأهل والأصدقاء والبعض يستغل يوم الجمعة في عمل إضافي يدر عليه مالاً لابأس به يعينه على بقية أيام الأسبوع.
   أما في الأشهر الثلاثة الماضية صار يوم الجمعة له طابع خاص، في سوريا على سبيل المثال، ينتظر المسلمون يوم الجمعة لتأدية الصلاة والخروج بعدها للتظاهر حتى أن الكثيرين باتوا ينتظرون يوم الجمعة من الجمعة إلى الجمعة، كما يقال بالعامية، لأن المشاعر الفريدة من نوعها لا تحصل عليها في أيام الأسبوع العادية. بل وأكثر من ذلك أصبح الذهاب إلى المسجد يوم الجمعة في سوريا من الفروض الهامة جداً التي تحتم عليك عدم تفويتها خاصة بعد خسارة قريب في إحدى أيام الجمع الماضية.
   قبل الجمعة الماضية وصل السوريون إلى مرحلة يودعون فيها أهلهم وأبنائهم وزوجاتهم ويتوجوهون إلى المسجد (سمعت أن في حمص يبيعون الأكفان على باب المسجد ب300 ليرة سورية) لأن النظام السوري أراد قمع الاحتجاجات  باتباع أسلوب كلاسيكي (إضرب المربوط يخاف الفالت) أو نظرية أقتل من كل قرية شخصا أو اثنين يخاف باقي أهالي القرية والقرى التي حولها، ولكن الخطأ هذه المرة كان من نصيب النظام لأن الشعب السوري لم يسكت هذه المرة كما كان يحصل في المرات السابقة بل أكثر من ذلك قام بتوثيق ونشر ما يحصل في الخفاء حتى أن بعض وسائل الإعلام ساعدت في النشر.
   السؤال الذي يطرح نفسه بشدة، لماذا انتصر الشعب على نفسه؟ هل لأن الزخم الإعلامي يرافق الأحداث بشكل آني أم أن التجارب السابقة التي وقعت في الماضي القريب جداً في مصر وتونس شجعت بقية الجماهير العربية للثورة ضد النظام حيث أن هذه الثورات الناجحة أثبتت أن إسقاط النظام أمراً ممكناً. والاحتمال الثاني أن الغيرة والحمّية على ما حدث في مدينة درعا من إرهاب وتقتيل والخوف من حصول مجزرة أخرى على غرار ما حدث في مدينة حماة سنة 1982 هو ما دفع الناس في بقية المحافظات لاغتنام الفرصة وقول جملة (لا) التي كانت محظورة في يوم من الأيام.
   ما يثير التساؤل أين كان كل هذا الغضب و الزخم منذ زمن طويل؟ أين كان هؤلاء الشبان أيام الانتخابات والاستفتاءات؟ أين كانوا عندما كان الاعتقال لايعرف صغيراً ولا كبيراً، طفلاً أو مسناً؟ برأيي لاجدوى من هكذا تساؤلات ما أعرفه أن النظام السوري سيشهد أياماً عصيبة بسبب خطأه الأساسي الذي ارتكبه عندما قتل أول شهيد في درعا.    

هرطقيات 2

لا تظــنن الشـــعر كـــفراً                            إنـمـا الكافر للشــاعر عابـد
كم من شاعر كفر بخالقه                            وكـم من شــاعر لله عــابــد

السبت، 9 أبريل 2011

Appeal

Appeal for Urgent Help from Civilians of Dara`a City (and other threatened Syrian cities)
Dear Mr. President of the USA and Mr. Secretary General of the UN,
   You have always shown sympathy and eager to help the civilians whom are facing any kind of dangers around the world. We have seen successful plans of civilians’ protection in Bosnia, for example, and 90% success in other countries (maybe less than that for other territories) but at least you the honor of trying.
   Nowadays, my brothers and sisters in Syria are experiencing daily horror by the Syrian security forces itself, with bare hands in protests against the cruelty of Syrian regime.
   It started in early March 2011 by small number of protestors and developing into clashes between the security forces and big numbers of protestors in Dara`a city resulted killing tens of these protesters, hundreds of wounded and unknown number of enforced disappearance IN ONE SINGLE DAY (March 18th 2011).
  Day by day, protests are spreading from Syrian city to another, and the dead, wounded and especially the enforced disappearance are increasing as well.  171 human were killed since March the 18th, unknown number of wounded and thousands of enforced disappearance persons, press reports claimed. My own experience of the Syrian security forces and the dark media blackout indicates that more than 171 human were killed.  
   Dear Sirs, no one have any idea about the way of living of 900,000 per through the late month of March and April 2011. Reporters are not allowed to go in the city except the shy Syrian TV camera which shows that nothing going on in Dara`a, using old dated photos.
   Dear Sirs, the third edition of the Aide Memoire is based on the Council’s previous deliberations on the protection of civilians, including resolutions 1265 (1999), 1296 (2000),1674 (2006), and 1738 (2006). It is the result of consultation between the Security Council and the Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (OCHA), as well as between OCHA and concerned United Nations departments and agencies, and other relevant humanitarian organizations. (Aide Memoire 2009, page5).
   Page no7 of thee Aide Memoire explains the cases which draws attention of the UN to take an urgent and authorized action to protect civilians in any place on earth. I believe that Dara`a people are in need (urgently) of any possible help. On the other hand, any delay in this stage will encourage the Syrian security forces to put other Syrian cities under the siege which taking place now in Dara`a. The dark history of the Syrian regime tells us that they do not care about the number of civilians they have to kill to keep the authority in their hands.
   The Libyan rebels had all your support from the very beginning of the Libyan revolution. Why? Because the Libyan UN envoy has joined them, more than that, all Arab media are supporting them too. However the Syrian ex- UN envoy Faisal Almikdad is from Dara`a, the Syrian rebels have no voice in the UN office.
   On this occasion I would like to beg for one single meeting with the UN members to explain the explosive situation in Syria, which moved to another stage after killing more than 15 per of the Syrian Security Forces today April 8th 2011, which means that, an armed clash is going to take place in Syria (God Forbidden) unless you make your move with an urgent solution through contacting Mr. President Bashar Alassad in person to find any quick action to end another Libyan crisis before starting.  
   Dear Sirs the worst feeling is to stay foot and watch your own brothers killing each other.
MAY THE ALL MIGHTY ALLAH HELP ME IN SAVING MY BROTHERS` BLOOD?




الأربعاء، 6 أبريل 2011

أحلاف

أحلاف بوهيمية
سوريا
مصر
تركيا
إيران
حليف
لا حليف
حليف
لا حليف
حليف
لا حليف
حليف
لا حليف
روسيا
أمريكا
أمريكا
روسيا
أمريكاوروسيا

روسيا
أمريكا
إيران
مصر
تركيا
إيران
الكل
-
سوريا
مصر
حماس
السلطة
السلطة
حماس
حماس-السلطة

حماس
السلطة
قطر
الأردن
الأردن
قطر
قطروالأردن
-
قطر
الأردن
حزب الله
إسرائيل
إسرائيل
حزب الله
الاثنان معاً
--
حزب الله
إسرائيل
لبنان
لبنان
لبنان
لبنان
لبنان
-
لبنان
لبنان
تركيا
         
تركيا

سوريا


تركيا

جمعة الحسم

جمعة الحسم (ليحسم السوريون أمرهم)
   كتبت عن الجمعة الماضية خائفاً مما سيحدث خلالها واصفاً إياها بالجمعة العصيبة، وتحقق نصف ما توقعت وهو سقوط شهداء وخذلني حدسي بالنصف الآخر من توقعاتي بأن الشعب سوف يخمد ثورته بدفن شهدائه وأن النظام سوف يتحكم بيوم الجمعة من بدايته حنى نهايته، ولكن الشعب أبى إلا الانتفاض لدم شهداء درعا ويقدم قافلة أخرى من الشهداء حاول النظام يائساً لإخفاء جثثهم خوفاً من الغضب الشعبي الذي لم يتوقف منذ وقوع الشهداء حتى لحظة كتابة المقالة.
  في ظل تعتيم إعلامي سديمي لم نشهد مثله قط من وسائل الإعلام العربية خلال الثورات الدائرة في البلاد العربية، لم يوهن عزيمة السوريين الثائرين الذين أثبتوا أنهم ليسوا بحاجة لأي تغطية إعلامية ليقولوا لا للظلم والقهر والاعتقال. وأنا على يقين تام أن تلك القنوات الإعلامية سوف تشهد سخطاً عارماً بعد نجاح الثورة وسوف تتحول الاحتجاجات ضدها بعد تحقيق أهداف الثورة. قنوات الفايس بوك تقدم مقاطع الفيديو للأحداث في سوريا والتي عن طريقها يتواصل الثوار من مدينة لأخرى ويتفقوا على تسمية يوم الجمعة القادم هذه المرة بقوة أهل محافظة ريف دمشق وفي مقدمتهم مدينة دوما التي سطّرت التاريخ بأحرف من دم وذهب، ليغيروا مسار الثورة في سوريا.
   هذه المرة قررت استباق الحدث لأسمي يوم الجمعة بيوم الحسم، فيوم الجمعة القادم سيكون صعباً أيضاً كسابقه ولكن هذه المرة على النظام وليس الشعب الثائر، اليوم أخبرني صديق قادم من اللاذقية أن عناصر الشرطة يعملون منذ ساعات الصباح الأولى على تنظيف الشوارع وتصوير الواقع على عكس ما يكون بعد مغادرتهم الساهة الواحدة ظهراً ليتقدم المتظاهرون ويغلقوا الطرق مرة أخرى، مذكرين بأنهم مازالوا مصرين على مطالبهم رغم المسلحين (المجهولين) الذين يعيثون فساداً في محاولة لإرهاب المتظاهرين دون جدوى. وبسؤالي له عن شعوره بالتظاهر لأول مرة لم يستطيع كتم مشاعره قائلاً أنه لا يعرف وصفاً له لأنه لم يختبره من قبل. بينما قال ابن عمي أنه كسر حاجز الصمت عندما خرج بالمظاهرة، حتى أنه يتفق مع أصدقائه على الهاتف بكلمة سر جميلة تصف المسيرة بأجمل صورة يمكن أن تصل إلى ذهن أي متنصت على الاتصال (في عرس بكرا)، المسيرة بالنسبة لهم عبارة عن حفلة زفاف عريسها شهيد وعروسه حرية لطالما حلم بها السوريون منذ عقود.
   في كل يوم جمعة يتسابق السوريون لنيل شرف الشهادة، وقبل كل يوم جمعة يتنازل النظام عن شيء يعتقد مخطئً أنه ملك له. وفي كل يوم جمعة تزداد حظوظ النظام بالمثول أمام المحاكم الميدانية. إن النصر قاب قوسين أو أدنى، إلا إن النصر لقريب.......

06-04-2011

     

الثلاثاء، 5 أبريل 2011

فوبيا الإسعاف

فوبيا الإسعاف
   البارحة شاهدت مقطع فيديو لشاب سقط جريحاً خلال الأحداث الجارية حالياً في سوريا. ولكن، ما أثار تساؤلي هو اقتراح بعض الواقفين فوق ذلك الجريح أن ينقل إلى إلى عيادة الدكتور عامر؟ لم الدكتور عامر وليس الإسعاف؟ لم توقفت سيارة ورفض سائقها نقله وتابع طريقه؟ عدت بالذاكرة إلى الوراء حوالي عشر سنوات لحديث دار حول شخص خضع لاختبار قيادة السيارة وكان يشرح لنا كيف أن الضابط المسؤول عن الاختبار سأله قائلاً: إذا كنت تقود سيارتك في أحد الطرقات ورأيت جثة شخص ما لا تعرفه تعرض لإصابة جراء حادث سيارة يبدو أن سائقها صدمه وهرب ماذا تفعل في هذه الحالة؟ فأجابه (راوي القصة): سأكمل طريقي ولن أتوقف، وقد اتصل بالإسعاف من هاتف عمومي إن وجد. فما كان من الضابط إلا إن أعطاه درجة النجاح في الاختبار ليس لتخاذله اتجاه مساعدة الناس، بل لأنه قال الصدق ! ! نعم الصدق، لقد مرت فترة على سوريا حيث كانت مفرزة الشرطة المتواجدة بشكل دائم داخل أي مستشفى في سوريا تقوم بتوقيف الشخص المسعف بغض النظر عن مسؤوليته أو عدمها عن إصابة الجريح الذي قام بإسعافه، فإن حالفه الحظ استيقظ الجريح ونطق الصدق أن لا دخل للشخص الذي أسعفه بما جرى له وإن كان حظه سيئاً إما يموت الجريح أو يتهم المسعف بدمه.
   نسجت قصص كثيرة حول عمليات الإسعاف وحدثت قصص أكثر. على سبيل المثال كنت في دمشق في العام 2000-2001 خلال دراستي. وشهدت على حادثة بأم عيني في دمشق القديمة (ساروجا) حيث أن شخصاً سقط أرضاً دون أن ينبس ببنت شفة وسال من أنفه بضع قطرات من الدماء وقام أحد أصحاب المحلات القريبة مشكوراً بالاتصال بالإسعاف، وتجمعنا حوله ننظر إليه دون أن يجرأ احد منا على لمس نبضه لنعرف إن كان مازال حياً، ووصلت سيارة الإسعاف بوقت قياسي ونزل المسعفون من السيارة ومعهم ( نقالة ) وضعوها أمام جثة الرجل وهموا برفعه عليها ليقف رئيس دورية الإسعاف (على ما أعتقد) ويصرخ من سوف يذهب معه؟ خيّم الصمت علينا جميعاً (حوالي عشرون ذكراً بالغاً) ردد سؤاله مرة أخرى: من سوف يذهب معه؟ فأجاب أحد الواقفين الرجل سيموت إن لم توصله إلى المستشفى! ولكن المسعف لم يعره انتباهاً ووقف ينتظر حتى تقدم أحد أصحاب المحلات صارخأ: أنا أذهب معكم. عندها، تابع المسعفون وحملوه داخل السيارة وانطلقوا مع الرجل الذي تطوع للذهاب معهم.
   استمرت هذه الحال في سوريا حتى يوم أبيض صدر فيه قرار رئاسي ينص على منع توقيف المسعف أو السيارة التي يقودها والاكتفاء بأخذ بياناته وصورة من بطاقته الشخصية. وهنا أثبت بالدليل القاطع أن أفراد الشرطة لم يتجاوزوا القانون أبداً بل على العكس كانوا يقومون بواجبهم على أكمل وجه. طبعاً، فقانون الطوارئ في سوريا يمنحهم صلاحيات التوقيف بغض النظر عن الدليل أو التهمة، فالدليل والتهمة وأمر القاضي بالتوقيف يأتي لاحقاً في سوريا.

05-04-2011

الخميس، 31 مارس 2011

الجمعة العصيبة

   توالت تسميات وصفات عدة لأيام الجمعة، بحيث تعكس حالة الشارع العربي وما وصلت إليه من تردٍ كان غير معلن عنه لعقود مضت. البارحة خرج الرئيس السوري بشار الأسد في أول ظهور له بعد الاحتجاجات التي بدأت منذ أسبوعين في مدن عدة في سوريا، في خطاب دام أكثر من 50 دقيقة شرح فيه عن الماضي والحاضر والمستقبل للأوضاع في سوريا مركزاً على أنه جاهز للحرب في حال أرادوا ذلك.
   ظهور البارحة مهدت له المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بجملة من القرارات التي كانت تحت الدراسة على حد تعبيرها وكان من المتوقع أن يتخذ الرئيس الأسد قراراً بالتنفيذ ولكن، يبدو أننا جميعاً أخطأنا في فهم ماهية هذه القرارات. على سبيل المثال لا الحصر (قالت بثينة شعبان: رفع قانون الطوارئ) المستمع العادي لهذه الكلمات يفهم بأن القرار الذي سوف يتخذ هو إنهاء قانون الطوارئ، لكن ما تمخض الخطاب عنه البارحة هو رفع مستوى قانون الطوارئ. إلى أي مستوى لا أحد يعلم لأنها اسرار أمنية سوف تترجم للأسف يوم الجمعة. زكما تعودنا نحن في سوريا على ترجمة خطاب الرئيس وشرحه وتداوله وتدريسه وتغيير المنهاج الدراسي لإدراجه وفي بعض الأحيان تنفيذ بعض ما ورد فيه، حتى الامتحانات الجامعية يجب أن تتمحور إحدى المواد الدراسية في الجامعة حول خطاب الرئيس، أنا شخصياً عانيت كثيراً حتى استطعت في النهاية أن أنجح فيها. وهذا طبيعي فلكي تفهم هكذا الخطاب أنت بحاجة لدروس خصوصية.
   كنا دائماً ودوماً كسوريين نعبّر عن فرحتنا بكل مشاعرنا الورقية والحنجريّة والقدمّية (الدبكة) بعد خطاب الرئيس لمدة لا بأس بها، ثلاثة أيام أحياناً أسبوع، فيما كان يسميه النظام العرس الجماهيري. ما كان يثير حفيظتي خلال أيام كتلك أن الجميع دون استثناء يتوجهون إلى الساحات مدفوعين من مدرائهم في العمل بالإضافة لزعماء عائلاتهم الذين يوجهونههم في يوم سابق للتوجه إلى الساحات وبالتالي يقوم هؤلاء بتوجيه أولادهم في سلسلة لا يمكن كسرها.
   مالذي حصل الآن، ما رأيته يوم الثلاثاء كان أقل من مسيرة تأييد للرئيس المراقبون من الخارج لم ينتبهوا لذلك. إن الأعداد التي خرجت هذه المرة مع أنها كثيرة ولكنها قليلة مقارنة مع ما كنا نفعله أيام الدراسة وحرب العراق والأزمة اللبنانية السورية. هناك شرخ كبير بين النظام والشعب في سوريا ظهر للعيان يوم الثلاثاء29-03-2011، ساحة السبع بحرات في دمشق أصغر بكثير من ساحة الأمويين أو ساحة العباسيين، لماذا هناك وليس أي ساحة أكبر وأين المنصات الجماهيرية وأين الخطابات الموالية ما الذي يحصل في وطني؟
   أعود لأذكر أن الرئيس لمح في خطابه الأخير30-03-2011 إلى أنه مستعد للحرب ولم يعزي بالشهداء وركز على كلمة (شعبي)، أما أنا فخائف من يوم جمعةٍ سيكون عصيباً على سوريا كلها.
    
31-03-2011

الخميس، 24 مارس 2011

القلم أصدق أنباءاً من الانترنت

   أذكر في أول مرة قررت فيها التعبير عن رأيي من خلال ممارسة مهنة الكتابة، أنني كنت في الجامعة ووقعت على إحدى نشرات الجريدة الجامعية وعلمت أن أي طالب (بغض النظر عندو واسطة أو ماعندو) ممكن يكتب وينشر من خلالها وفي نفس الوقت كنت شهدت بعض الملاحظات السلبية التي أرقتني وأقضت مضجعي كطالب مراهق مناضل ثائر يريد تغيير الحال إلى الأفضل بطرفة عين!!! استللت قلمي وبدأت أحفر في الخنادق وأركب البحار وأغزو البلاد وأشرد العباد وأقتل الفقر وأمنع الفساد وأمارس الديمقراطية وأرفع الظلم حتى استيقظت على صراخ تلك الورقة البيضاء المسكينة معلنة أنني إن لم أتوقف ستسقط شهيدة بين يدي إذا لم أترك لها مكان للتنفس.
   عندها رضخت لتوسلاتها المستميتة وعفوت عمن بقي من المفسدين والظلمة واكتفيت بما كتبت.  ألقيت عليها نظرة سريعة علتها البهجة والانتصار مبشرة بالاحتفالات المبهجة التي ستغزو شوارع وطني (طبعاً بعد التظاهرات التي ستقوم من أجل تطبيق التوجيهات المكتوبة في الورقة)، فمقالة كالتي كتبت تنقش بالذهب عادة وتدرس بالمدارس وتقام عنها ندوات وتكتب حولها دراسات، من يعلم، قد يقرأها أحد الصحفيين الأجانب البارزين الكبار فيأتيني طالباً للقاء أو حتى أن الأمر يتطور لينتج عن قصة حياتي فيلماً وثائقياً.
   توجهت في اليوم التالي إلى مكتب الطلبة باحثاً عن الشخص المسؤول عن النشر في الجريدة المنشودة. كان المكان شبه مهجور(مبنى مؤلف من طابقين يضم عدة غرف تحتوي بعضها مكتبين متداخلين من أجل السكرتيرة!!!)  ما عدا بواب وبعض الموظفين أما الطلبة فمعظمهم ملتحق بكلياتهم أو يديرون شؤون الطلبة في قسم من أقسام الجامعة. بعد جهد جهيد التقيت بأحد الإداريين وكان أحد أصدقاء الطفولة ومن نفس التي أعيش فيها، استقبلني بكل احترام وفرح لأنني أحاول نشر مقالة في الجريدة وأراد مساعدتي فتوجهنا سوية إلى المكتب المسؤول ودخل وحدثه عن الأمر وعاد ضاحكاً قائلاً: "إذهب واطبعها على الكمبيوتر وقدمها مرة أخرى." عندها تذكرت أن ثورة المعلوماتية وصلت طراطيشها إلى المكتب الإداري في جامعتنا وأدركت أنني متأخر بعض الشيء عن عجلة التقدم في وطني لأنني لا أملك حاسوباً ذكياً! دخلت دائرة صمت حزينة عندما، لم أعرف كيف أعبر عن حزني لا كتابة، كوني لا أملك حاسباً، ولا شفهيا، كوني كاتب بالفطرة على ما اعتقدت ومن العيب أن أعبر عن نفسي شفهياً ماذا سيقول عني زملائي عمالقة الأدب والفكر، عندها صببت جام غضبي على الشخص الوحيد الذي ساعدني لأنه كلمني عن الحاسوب بتهكم ظناً مني أنه كان يعيرني بفقري، كانت كلمات غير مفهومة ولا أذكرها ولكنها جارحة على ما أعتقد لأنه شعر بالإهانة أمام البواب وحاول الرد ولكنني كنت قد رحلت بعدما مزقت مفتاح الثورة وطرحته أرضاً.