الأربعاء، 6 أبريل 2011

جمعة الحسم

جمعة الحسم (ليحسم السوريون أمرهم)
   كتبت عن الجمعة الماضية خائفاً مما سيحدث خلالها واصفاً إياها بالجمعة العصيبة، وتحقق نصف ما توقعت وهو سقوط شهداء وخذلني حدسي بالنصف الآخر من توقعاتي بأن الشعب سوف يخمد ثورته بدفن شهدائه وأن النظام سوف يتحكم بيوم الجمعة من بدايته حنى نهايته، ولكن الشعب أبى إلا الانتفاض لدم شهداء درعا ويقدم قافلة أخرى من الشهداء حاول النظام يائساً لإخفاء جثثهم خوفاً من الغضب الشعبي الذي لم يتوقف منذ وقوع الشهداء حتى لحظة كتابة المقالة.
  في ظل تعتيم إعلامي سديمي لم نشهد مثله قط من وسائل الإعلام العربية خلال الثورات الدائرة في البلاد العربية، لم يوهن عزيمة السوريين الثائرين الذين أثبتوا أنهم ليسوا بحاجة لأي تغطية إعلامية ليقولوا لا للظلم والقهر والاعتقال. وأنا على يقين تام أن تلك القنوات الإعلامية سوف تشهد سخطاً عارماً بعد نجاح الثورة وسوف تتحول الاحتجاجات ضدها بعد تحقيق أهداف الثورة. قنوات الفايس بوك تقدم مقاطع الفيديو للأحداث في سوريا والتي عن طريقها يتواصل الثوار من مدينة لأخرى ويتفقوا على تسمية يوم الجمعة القادم هذه المرة بقوة أهل محافظة ريف دمشق وفي مقدمتهم مدينة دوما التي سطّرت التاريخ بأحرف من دم وذهب، ليغيروا مسار الثورة في سوريا.
   هذه المرة قررت استباق الحدث لأسمي يوم الجمعة بيوم الحسم، فيوم الجمعة القادم سيكون صعباً أيضاً كسابقه ولكن هذه المرة على النظام وليس الشعب الثائر، اليوم أخبرني صديق قادم من اللاذقية أن عناصر الشرطة يعملون منذ ساعات الصباح الأولى على تنظيف الشوارع وتصوير الواقع على عكس ما يكون بعد مغادرتهم الساهة الواحدة ظهراً ليتقدم المتظاهرون ويغلقوا الطرق مرة أخرى، مذكرين بأنهم مازالوا مصرين على مطالبهم رغم المسلحين (المجهولين) الذين يعيثون فساداً في محاولة لإرهاب المتظاهرين دون جدوى. وبسؤالي له عن شعوره بالتظاهر لأول مرة لم يستطيع كتم مشاعره قائلاً أنه لا يعرف وصفاً له لأنه لم يختبره من قبل. بينما قال ابن عمي أنه كسر حاجز الصمت عندما خرج بالمظاهرة، حتى أنه يتفق مع أصدقائه على الهاتف بكلمة سر جميلة تصف المسيرة بأجمل صورة يمكن أن تصل إلى ذهن أي متنصت على الاتصال (في عرس بكرا)، المسيرة بالنسبة لهم عبارة عن حفلة زفاف عريسها شهيد وعروسه حرية لطالما حلم بها السوريون منذ عقود.
   في كل يوم جمعة يتسابق السوريون لنيل شرف الشهادة، وقبل كل يوم جمعة يتنازل النظام عن شيء يعتقد مخطئً أنه ملك له. وفي كل يوم جمعة تزداد حظوظ النظام بالمثول أمام المحاكم الميدانية. إن النصر قاب قوسين أو أدنى، إلا إن النصر لقريب.......

06-04-2011

     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق